مملكة الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بكم في منتدى مملكة الحب لدينا كل ما تبحث عنه فلا تبحث كثيرا فقط انضم لنا ونحن نسعد بذلك تحياتى لكم بقضاء وقت مفيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدواء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
محمد


عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 15/12/2009

الدواء Empty
مُساهمةموضوع: الدواء   الدواء Emptyالأحد ديسمبر 20, 2009 7:56 pm

الدواء


عاد رومكا من معسكر الطلائع فلم يلق في المنزل احداً. والداه سافرا لتمضية الاجازة، وجدته كانت في الشغل. كان رومكا يعلم ذلك لذا ظلّ في الفناء طويلاً. بعد فترة سمع صوت جارتهم ماريا اندريفنا:

- رومكا يا رومكا، ما بك يا حبيبي لا تصعد الى المنزل؟ لديك الوقت الكافي للثرثرة مع اصحابك، تعال اليّ فمفاتيح بيتكم عندي. لسبب مجهول طاف رومكا على اصدقائه بنظرات مذنبة ثم ولج المبنى البارد.

في المنزل توجه الى المطبخ ليغلي شاياً، لكنه قبل ان يشعل الغلاية الكهربائية سمع صوت الجرس. كانت القادمة فتاة تكبره بعامين او ثلاثة، ذات عينين زرقاوين سماويتين. حيّته باسمة وقالت:

- هل والدتك في البيت؟

فأجاب مستغرباً:

- كلا، سافرت لتمضية الاجازة.

- اذاً تتغيب طويلاً؟

- نعم، ولماذا تسألين عنها؟

- أنا اوكسانا ابنة غالينا نيقولايفنا استهلت كلامها ثم سكتت حيال دهشة رومكا الشديدة.

سألها بعد صمت:

- ومَن هي غالينا نيقولايفنا؟

فانتعشت الفتاة من جديد:

- انها غاليّا، وشددت على حرف الياء غاليّا صديقة والدتك.

هنا شعر رومكا بأن الفتاة تتكلم بلهجة غريبة عن "لهجتنا". نطقها سليم لكن نبرتها غير روسية.

وأردفت:

- هما تعارفتا عندنا، في اوكرانيا حين جئتما أنت ووالدتك للاستجمام على ضفاف الدنيبر. آنذاك كنت أنت صغيراً ولعلك لا تذكر. حدث هذا من زمان، أما أنا فأذكرك.

ونظر رومكا الى روب والده الفضفاض وتململ ثم قال مندفعاً الى داخل الغرفة:

- ادخلي. لحظة وأعود.

غاب لدقائق وعاد ليسأل:

- وما حاجتك الى أمي؟

- جدّي عليل جداً وسيموت بالتأكيد ما لم أجلب له دواء معيناً، لكن الدواء غير متوافر في صيدلياتنا وعندكم كذلك. قالت أمي أن اسأل أمك اذا لم أجد الدواء.

فقاطعها وهو لم يفهم شيئاً:

- وما هو هذا الدواء.

ناولته ورقة، وريثما قرأ كلماتها اللاتينية الغامضة دقت الساعة أربع دقات، فقال معيداً الورقة اليها:

- انتظري، ستأتي جدتي بعد قليل.

- كلا، هذا مستحيل، أنا هنا في رحلة جماعية. عندي ساعتان فقط.

- كما تشائين. احضري غداً. كلا، الأفضل ان تتلفني، أتركي الورقة عندي.

ما إن انصرفت اوكسانا حتى انطلق رومكا الى صديقه سيفا. لقد تذكر ان والديه طبيبان وتوقّع ان يتمكنا من مساعدته.

سأله والد سيفا وهو يدعك طرف الورقة بيده.

فقصّ رومكا كل شيء.

- شيء طريف، قال والد سيفا. مد بصوته مصغياً الى حديث الصبي غير المنطقي ومتطلعاً في عينيه: وأنت، أتعرف هؤلاء الناس؟

- بالطبع، انهم يرسلون الينا كل عام تفاحاً من اوكرانيا. والدتي صديقة حميمة لغالينا نيقولايفنا.

وتدخل سيفا ليزيل شكوك والده نهائياً:

- انه يعرفهم جيداً. أنا بنفسي أكلت تفاحاً عندهم. ومن جديد تطلع الوالد الى الورقة، وقال متمهلاً كأنه يفكر:

- هذا الدواء متوافر بكثرة في الصيدليات، لكن ربما هو الآن فعلاً غير موجود.

- ولماذا أنت بحاجة الى هذا الدواء؟

فسأله رومكا نافد الصبر:

- وهل يوجد منه في المستشفى؟

- نعم.

في صباح اليوم التالي ذهب رومكا مع والد سيفا الى الشغل، ثم رجع الى المنزل ولم يغادره طوال النهار: كان ينتظر تلفوناً من اوكسانا.

في ساعة متأخرة من المساء، قال رومكا لاوكسانا وهو يسلّمها الدواء:

- لا أنا ولا أمي زرنا اوكرانيا من قبل.

- كيف لم تزوراها؟

- هكذا، لم نزرها قال مكرراً. انما كانت تقطن شقتنا عائلة اخرى، وهؤلاء ايضاً عندهم صبي لكني لا اعرف عنوانهم
للمراسلة m7m_csi.md5@hotmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدواء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الحب :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: